بسم الله الرحمن الرحيم
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً
[الأحزاب:70-71].
الفاحش البذيء وبغض الله لهحبيت اتكلم اليوم عن تصرفات انتشرت للأسف بين المسلمين إلا من رحم ربي
ولاحظتها بكثره هنا في المنتدى بحكم أننا في مجتمع لا يعرفنا فيه احد نتخفى وراء القاب
ولا يعرفنا أحد ولا يرانا أحد إلا الله جل وعلا
فجعلناه اهون الناظرين الينا
وحصل التهاون بالألفاظ التي لا تدل إلا على انعدام اخلاق صاحبها
وقلة حياءه من الله واحترامه لنفسه
تهاون فيها الناس لدرجة انهم تعودوا على سماعها وقولها
وهي السب والشتم واللعن والكلام الفاحش وكل قبيح ومكروه من الكلام
انتشرت لدرجة ان الواحد ما يتحمل يجلس في بعض المجالس بسبب هذا الكلام المؤذي
وقد قال صفوة الخلق واحسنهم خلقاً عليه الصلاة والسلام:
(إن شر الناس منزلة مَن تركه الناس اتقاء فُحشه ).
سبحان الله بعض الناس اذا جلست معه ما تتحمل تكمل الجلسه تتركه وتبعد عنه
لبذاءة لسانه وقلة حياءه واحترامه
حتى انه لينزل في كلامه لمنادات الناس باسماء البهايم والحيوانات اجلكم الله
والمصيبه انه يبرر هذه التصرفات باعذار غير منطقيه
و يظن المسكين انه بهذا الكلام والتصرفات يظهر امامهم بمظهر الشجاع قوي شخصيه
فلو كان انسان متزن نفسياً وواثق من تميز شخصيته
ما كان احتاج لهذه الألفاظ لإبراز نفسه واظهارها بمظهر مخالف للأسف
هذا الشخص إذا تركه الناس وتجنبوه فهو من شر الناس منزلة عند الله
وقال عليه الصلاة والسلام:
(إن الله يبغض الفاحش البذيء )
يبغضه الله جلَّ وعلا
كيف تتهنى بحياتك وترتاح والله عزَّ وجلَّ يبغضك بسبب كلام
ولمجرد ان العزة اخذتك بالاثم بشهوة لسانك.
سب المسلم فسوق والمسابان شيطانانالفسوق : خروج عن طاعة الله جل وعلا، فمن الناس مَن إذا نادى لعن،
وإذا غضب شتم، وإذا تهاتر مع بعض الناس سب وفحُش في الكلام
وقال: (المُسَّابَّان ) يعني اللي يسب صاحبه ويرد عليه صاحبُه
: (المُسَّابَّان شيطانان يتهاتران، ويتكاذبان ) وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهما شيطانان
بسبب هذا الفعل
يكفي أن الله عزَّ وجلَّ يبغضه : (وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً )
وكان عليه السلام إذا بالغ في العتب على أشخاص، قال
(ما باله ؟! تربت جبينه ) تربت جبينه أقصى ما يقوله عليه الصلاة والسلام في الناس.
شوفوا الأدب ! وشوفوا عفة اللسان اللي فيه عليه الصلاة والسلام ! وقارنوا بينها وبين حالنا
حتى بالمزح والكلام العادي تلقى كلام يستحي الواحد يقوله في اوقات الخصام
فما بالك باوقات الرضى
تأملوا في رقي القرآنكيف إذا تكلم عن بعض الأمور كنَّى ولم يصرِّح
أدباً في الكلام والحديث والأدله عن هذا كثيره
قال ابن عباس رضي الله عنه: [إن الله كريم يكنِّي ما يشاء... ]
شوفوا هذا هو الكرم في الـحديث ، وشوفوا العفة
قال: [إن الله كريم يكنِّي ما يشاء، وإن الرفث هو الجماع ].
الشخص المتفحش باللسان، واللي يتعود لسانه على السب والفحش، وغيرها من هذه الأمور
مروءته تسقط بين الناس، ويكون هذا الشخص انسان في الصورة ولكنه في الحقيقة قد سقطت مروءته واخلاقه وقيمه ، مادام لسانه لسان سوقي اعتاد الفُحش والبذاءة.
تأمل هذه القصه عن رسول الله مع السيده عائشه رضى الله عنهاتجلس عنده عائشة ، فيمر بعض اليهود، فيقولون: السام عليك يا محمد
والسام: الموت، يظنون أنه لم يفهم، ففطنت عائشة
فقالت: وعليكم السام واللعنة، أي: يعني ترد عليهم مثل كلامهم
وفي رواية: قالت: عليكم السام والذام، أي: الذم، فقال: ( مَهْ يا عائشة ؟! لا تكوني فاحشة )
وما بالغت عائشة ، لكنها ردت السيئة بالسيئة
ولكن أدبه عليه الصلاة والسلام يمنعه من هذا
فقالت: ( أما سمعتَ ما يقولون يا رسول الله ؟! قال: نعم
ولكني قلت: وعليكم، انظروا إلى أدبه عليه الصلاة والسلام فرجع ما قالوا عليهم ).......
بعض الشتم وبعض السب يوجب الحد! الحد هو: جلد ثمانين جلدة، فيُجلد ثمانين جلدة على كلمة قالها، وما هذه الكلمة ؟
أن يصف فلاناً بالزنا، أو اللواط، أو هذه الفواحش، لو وصف فلاناً بالزنا
فقال له: يا زانٍ، فإنه يُجلد ثمانين جلدة، وهذا هو الفاسق الذي لا تُقبل له شهادة أبداً.
ولو قال مثلاً: أنتَ أزنى من فلان، فإنه يُجلد مائة وستين جلدة -مرتين يُجلد- لأنه وصف فلاناً
ومَن فضَّله عليه بالزنا، فقال: أنت أزنى من فلان، فيُجلد مرتين، كل هاذي عقوبة له.
ولو قال كلمة دون الزنا، وأقل من الزنا، فإنه يُعزَّر، مثل أن يصف الناس بالحيوانات أو بالبهائم
فإن حكم الله كما قال بعض العلماء أن يُعزَّر، إما بالضرب، وإما بالسجن، وإما ببعض أنواع التعذيب، عشان يتوب عن هاذي الألفاظ.
مخالطة الفاحشين الفحَّاشين، بذيئي اللسان:فالمرء على دين خليله، يعني شوف الأماكن اللي تجلس فيها والأشخاص اللي تصاحبهم
إن كان من طباعهم السب والشتم والفُحش والبذاءه
فإنك يوماً من الأيام بتقول مثل ما يقولون
والله جل وعلا يقول: وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً [الفرقان:72]
يعني باختصارهذه المجالس ما ينُجْلس فيها.
كانت هذه كلمات وافيه من الشيخ نبيل العوضي جزاه الله خير
بتصرف مني لا يغير المضمون
..
يعلم الله اني ما كتبت هذه الكلمات إلا للنصيحه
أسأل الله الإخلاص والقبول
والسلآم عليكم ورحمة الله