^^
قاعده في صالة خالتها تنتظر تركي يطلع من غرفته...اليوم مر عليها وهي في بيت خالتها شهرين....خلال هالشهرين حست بالراحه النفسيه...وقدرت ترمى كل اللي صار ورى ظهرها واتخذت قرارها بالتمسك بحياتها مع خالد.....بسبب اشياء كثيره اتخذت هالقرار...بنتها ومستقبلها اللي يهمها جدا...وحبه اللي ما تقدر تكابر وتنكره اكثر...
تتذكر مكالماته اللي تنتظرها بلهفه كل ليله...وشوقها لوجوده جنبها...على انها هي اللي طلبت منه ما يزورها ..وهو احترم رغبتها ...والشي اللي منغص عليها حياتها عبير...
"بسـمــــــه الا تسمعين يافتاه...."
ناظرت طلال :"اسمع ...ماذا تريد يافتى العرب..."
طلال:"ثكلتك امك....على فكره وش معني ثكلتك..."
تركي من وراه:"يعني فقدتك...."
طلال:"وليش تقولها بحماس...كأنك تدعي علي..."
ام تركي:"ها...جهزتي يابسمه..."
بسمه:"ايه من زمــــــــان وانا انتظرك..."
طلال:"اللحين الزواج في الليل وش يوديكم الرياض االساعه تسع..."
الجوهره:"حتى نروح الكوفيره..."
طلال:"شوفي ياجوهروه ياويلك لو اسمع انك حطيتي في وجهك احمر واخضر...ترى اموتك..."
تركي:"خلاص ولا تزعل بتحط ازرق..."
ناظره طلال بغيض:"انت ليش تحاول تفسد اخلاق البنت..."
ام تركي وهي تلبس عباتها:"تركي...ياللا مشينا المشوار طويل..."
بسمه:"في امان الله ايها الفتى الظريف..."
شالت بسمه بنتها وطلعت وطلال يودعهم بمراسيمه الخاصه وقبل ما يمشون دخل راسه مع الدريشه:"اقول يابسمه...العريس صدق اسمه طلال..."
بسمه:"ايه..."
طلع راسه ورفع يده:"اوعدنا يارب....يمه ابي اعرس..."
ام تركي:"خلص دراستك اول وعقب يصير خير..."
طلال :"يمه مافيها شي اتزوج وحده تشد من ازري في الدراسه ما تدرين يمكن انجح بتفوق..."
الجوهره:"من الغبيه اللي بتتزوجك...."
راح لجهة الجوهره...وقبل ما يفتح بابها مشى تركي...وضحكوا وهم يسمعونه يهدد ويتوعد....حست بسمه ان المسافه طويله ...والوقت بطئ...مشتاقه تشوف امل وهي عروس...
سمعت صوت جوالها كان المتصل خالد...
بسمه:"هلا خالد..."
خالد بضيق:"لا تقولين ما مشيتوا للحين...."
بسمه:"لا مشينا قبل نص ساعه..."
خالد:"طيب تجون البيت..."
بسمه:"لا ما فيه وقت...بروح لامل عند الكوفيره...وبجي معها في الليل..."
خالد:"طيب وش رايك تروحين معها الفندق بعد..."
ظحكت بسمه:"اخاف تطردني امل...اعرفها مالها خاتمه...."
خالد:"ورهوفه..."
بسمه:"بتكون مع خالتي طول الوقت...واعتقد انها بتروح لبدريه"
خالد:"تصدقين مشتاق لها ومشتاق لامها اكثر....مااقول الا الله يحنن القلوب بس..."
بسمه:"آمين يارب...ياللا ياخالد بسكر اللحين..."
خالد:"اشوفك الليله ان شاء الله..."
وبعد ما سكرت قعدت تسولف مع خالتها وتركي...ولما وصلوا المشغل دخلت...
كانت امل في انتظارها جالسه وتهز رجلينها بتوتر......
بسمه:"اشفيك....هدي اعصابك شوي..."
امل:"بالعكس اعصابي هاديه جدا...."
بسمه وهي تأشر على رجلين امل:"طيب وقفي هز ....بتستهلكين الطاقه على الفاضي..."
امل:"اف...بسمه انا ناقصه تعليقاتك...صدق انا متوتره لاني خايفه وماادري كيف بيطلع شكلي....بس..."
ناظرتها بسمه بنص عين:"بس"
ماردت امل عليها...وبدتسألها عن رهف...وعن خالتها وعن كل شي بس تبغى تنسى التوتر اللي هي فيه....
.
.
.
.
لما دخل كانت القاعه شبه مظلمه الا من نور مسلط عليها...امها وامه وخواته حولها...
بس مايشوف غيرها...لما قرب منها...كانت امل منزله راسها ...سلمت على ابوه وابوها..وجلست حتى من غير ما تناظره...حاول يسولف معها شوي...وما تجاوبت معه....راقبها وهي تناظر ابوها شوي وتصيح....حس بالازعاج من الاصوات اللي من حوله...وشاف خواته يرقصون...هز راسه وهو في خاطره يازين الهدوء اللي عند الرجال...وامل كانت تحاول تتحكم في مشاعرها وتحاول تكبت نهر الدموع اللي ممكن يسيل.....بعد ما طلعت سبقها طلال على السياره حتى يسلمون عليها خالاتها وصديقاتها...ولما شافت امها غصب عنها رمت نفسها في حظنها وهي تصيح...
مسكتها ريم بحنان:"امل...خلاص امسحي دموعك...ولا وجهك بيصير مثل لوحه تشكيله لرسام فاشل...."
مسحت امها دموعها:"الله يوفقك ان شاء الله....والحمد لله انتي قريبه ودايم بنشوفك...."
بسمه:"خلاص بلا دلع ...وبعد ين خالد توه اتصل يقول طلعوها ولا بدخل اجرها من شعرها..."
امل وهي تمسح وجهها:"لا اذا فيها جرة شعر بطلع بطيب احسن...."
بعد ما طلعت ركبت السياره مع طلال وما قدرت تتحكم في دموعها وهي تشوف ابوها ينحني ويساعدها في شيل فستانها....وقبل ما يسكر الباب:"مبروك ...طلال لا واصيك على امل"
طلال:"لا توصي حريص...."
طول الطريق وهم ساكتين ....الا من بعض الكلمات اللي سمعتها من طلال...ولما وصلوا الفندق انفتح باب السياره وطل خالد براسه:"سموالاميره تبي أي مساعده..."
طلال:"لاء...مشكور...ولا موعاجبك الشحط اللي قاعد جنبها..."
هز خالد راسه:"اسف....انا من ركبت وراكم...واتصالات امها وابوها مستمره...انتبه لها وهي نازله...ساعدها لا تتكرفس وتطيح...طلعها اللين غرفتها...تصدق تهورت بدريه في لحظه وقالت نام معها...بس تعوذت من ابليس في الاخير..."
ابتسمت امل غصب عنها وهي تسمه تعليقات خالد...مسك بيدها حتى تنزل بسهوله....
ومسك بيدها وساعدها حتى تقدر تنزل....انشغل طلال يكلم اخوه اللي كان ماشي في سياره ثانيه ولما التفت كانت امل وخالد دخلوا الفندق...
اول ما وصلت امل الجناح المحجوز لهم...جلست على الكنبه وسمعت خالد:"نفسي اعرف شي..."
امل:"وشو...."
خالد:"اشلون تتحملون هالفساتين...الوحده لو طاحت ما قدر اربعه رجال يشيلونها..."
طلال من وراه:"والله صادق ياخالد...."
جلس خالد على الكنبه:"اقول طلال...ترى ما تعشيت...اطلب لنا عشى...وبتحامل على نفسي وبشرفكم بوجودي..."
طلال:"انا ماابي اتعشى...امل تبين عشا.."
امل:"لاء..."
هز خالد راسه:"مالت عليك...طيب جاملي عشان خالك...تدرون اروح بكرامتي احسن..."
ولما وصل الباب سمع طلال:"بدري..."
خالد:"بدري من عمرك....ادري انها مهي طالعه من قلبك...ياللا تصبح على خير..."
عم الهدوء المكان لما طلع.....
قرب منها طلال:"امل ليش منزله راسك....ارفع راس انته سعودي..."
ابتسمت امل:"طلال اشدخل "
طلال:"لا من جد ياامل...مسويه فليم هندي من شهر...ياشخه كل البنات يتزوجون...احمدي ربك اقل شي انت متزوجه طلال غير..."
ماردت عليه امل وحست انها زودتها...سببت كآبه لكل اللي حولها من فتره...
حتى طلال ما كانت تكلمه في التلفون الا في فترات متباعده...
انتبهت على طلال:"ياللا بدلي ملابسك لان العشا بيوصل اللحين...."
امل:"توك تقول لخالي تعشيت؟"
طلال:"امزح معه...لا يستثقل دمه ويقعد على قلبي..."
^^^
بعد ما نومت بنتها رجعت لغرفتها...كا ن خالد على السرير يقرا كتاب...
بسمه:"مشاء الله نسبة الثقافه زايد عندك هاليومين..."
رمى خالد الكتاب بملل:"اضيع الوقت ...نامت المزعجه ..."
جلست بسمه على الطرف السرير:"صارت مزعجه اللحين..."
خالد:"اموت فيها وفي ازعاجها...كل شي منها زي العسل على قلبي...بس الهدوء حلو ساعات"
شردت بسمه للبعيد:"تصدق ياخالد...انا من الناس اللي احس بحنين لاي مكان اعيش فيه...."
عقد حاجبيه:"يعني ما رجعتي الا لما حسيت بحنين لمكان...والمسكين اللي في المكان وكل يوم ما يقدر يحط راسه على المخده الا لما يسمع صوتك..."
ضحكت بسمه:" الله يعلم اني طول ماانا بعيده عنك وانا افكر في حياتنا الماضيه....فكرت في كل شي...ولما اتذكر اللي صار منك احقد عليك ...بس قلبي ما يطول في حقده لاني احبك...."
جلس خالد جنبها وحط يده على كتفها:"تحبيني...انا اموت فيك وعجزت اتأقلم على حياتي من غيرك...صدقيني اللحظه اللي شفتك فيها هي اسعد لحظه في حياتي..."
غاص قلبها في صدرها وتشتت افكارها...ما تدري هو بسبب كلامه او لمست يده...
رمى خالد نفسه على السرير بقهر وهو يسمع بنته تصيح....قامت وهي تضحك...
وقبل ما تطلع:"يعني تحبها لما تضحك بس ها..."
خالد:" بالعكس خليها تنوسنا بصوتها العذب..اقول بسمه متى العاده تنام..."
بسمه:"على حسب ..."
راحت لبنتها وشالتها...واللي وقفت صياحها لما شافت امها وبدت تضحك وتحرك يدينها
بسرعه....
^^^
اليوم الثاني العصر...رمت الجوال بقهر بعد ما سكر الجوال بعد ما تجاهل مكالماتها...وسمعت امها...
"خلاص ...اثقلي عليه شوي... "
عبير:"يمه قاهرني...حتى ما عبر اتصالاتي....اخ يالقهر..."
ام محمد بحنان:"خلاص انتي كبري عقلك...ولا تعصبينه...تذكرين اخر مره لما تشاديتوا في الكلام بسببها...ترها هي لئيمه...تلاقينه قدامه ما تذكرك ...وانتي من تشوفينه ما تسولفين الا فيها...خليك ذكيه...واذا تزوجتي تقدرين تفرين مخه..."
عبير:"اشلون اقدر افر مخه وهو مخه ما ينفر..."
ام محمد:"خلاص حاولي تنسينهم لو هالفتره بس..."
تململت في جلستها:"اقول يمه....انا زهقت بصراحه من كل شي واحس نفسيتي زفت...وودي اطلع بكره مع فوزيه السوق...اشرايك؟"
ام محمد:"خلاص روحي معها ...ولا تتأخرين....بس متى بتروحين..."
عبير:"بدق عليها واللحيبن بطلع...."
وبعد ساعه كانت عبير عند الباب تنتظر فوزيه اللي بتمر عليها...ركبت معها السياره...ولما وصلوا المجمع...بدت عبير تحس بسعاده وهي تشوف نظرات الاعجاب
من الشباب...بعد ماتعبوا من اللف جلسوا في الكوفي ...
فوزيه:"اف...تعبت من الدوره..."
عبير:"تصدقين من زمان عن الدورات في الاسواق"
فوزيه:"مسويه عاقله...وما تبين تطلعين بدون اذن ابو الشباب..."
عبير:"ابو الشباب مشغول عني...وانا بعد بشغل نفسي بصراحه "
فوزيه:"هذا هو الكلام...اقول علي كلمني قبل مااطلع ولما درى انك بتطلعين معي
طلبني طلبه نطلع معه شوي ناخذ لفه في السياره..."
هزت عبير كتفينها:"عادي...اذا لفه في السياره ما فيه مشكله..."
فوزيه وهي متفاجأه:"مااصدق بصراحه...توقعت تمانعين..."
عبير:"ماادري بس اثق في علي...وبصراحه من زمان عن سوالفه اللي توسع الصدر...."
اتصلت فوزيه في علي...وبعد ربع ساعه كانت عبير وفوزيه معه في السياره...
وصوت الاغاني قوي...وسوالفهم وضحكاتهم المايعه تملى السياره...وعلي ما رفع نظره عن عبير...وهو يسولف معها ما كان منتبه على الطريق وماانتبه على السياره اللي معترضه طريقه...وفي لحظه كانت السياره مقلوبه ...وصوت انين يصدر من السياره....
.
.
.
وصل المستشفى وهو يركض لما اتصل عليه خالد...كان ابوه وخالد جالسين على مقاعد الانتظار...
محمد:"ها....اشلونها اللحين..."
ابو محمد:"بخير ان شاء الله توني طلعت من عندها لانها راحت قسم الاشعه..."
محمد:"اشلون صار الحادث...."
خالد"كانت مع صديقتها...مع اخوها والظاهر انه مسرع وماانتبه "
ابو محمد وهو يأشر على ناس قريبن منهم:"هذولي هم اهل صديقتها...بنتهم طيبه بس الولد حالته خطيره...."
انتبهوا على رجال :"سلامات والله..."
ابو محمد:"الله يسلمك...اقول ياولدي اشلون ولدكم ان شاء الله يكون بخير..."
الرجال وهو متفاجأ:"ولدنا...اختي قالت لنا ان السواق هو اخوصديقتها...يعني ولدكم...."
انصدموا الكل وهو يسمعون كلامه....وكل واحد يحاول يفسر اللي يسمعه...اذا السواق مهو اخو صديقتها...يعني انهم ثنتين طلعوا مع واحد غريب عنهم...
حط خالد يده على راسه وهو منصدم من هالتحليلات اللي تقتله...معقوله عبير تركب مع شخص غريب عنها ...وش السبب اللي يجبرها على هالشي...
وقف ودخل ورى ابو محمد ومحمد بعد ما رجعت عبير غرفتها....شاف ابو محمد واقف يشوف ولده وهو يجر شعر عبير واللي تكتم صرخاتها...
طلع بهدوء عكس العاصفه اللي يحسها داخله....وحاول يفهم من اخو صديقة عبير
السالفه كلها...لقاهم حتى هم منصدمين من اللي تأكدوا منه عن بنتهم...
^^^
دخلت للصاله بعد ماتأكدت من مازن انه ابوه مهوب موجود...كانت امل ورهف وبدريه يسولفون راحت تسلم على امل وهي مشتاقه لها...
بسمه:"نور الرياض ...."
امل وهي شايله رهوفه الصغيره:"ادري والله ...عارفه كل شي ظلام من عقبي...عشان كذا قررت ارجع بسرعه ...ما قعدت الا اسبوعين..."
بسمه:"شخبارك اموله...وش هالزين...كل هذا من العرس..."
بدريه:"بالعكس احسها نحفانه..."
رهف:"يمكن يمه تسوي رجيم..."
امل:"وليش ايسوي رجيم ...انا رشيقه حيل..."
رهف:"اقول امل....احس طلال سمن شوي..."
ناظرتها بدريه:"وش دراك؟"
رهف:"شفته مع الدريشه..."
امل:"ما تتركين طبعك يارهف ...اقول صدق طلق خالي عبير..."
بدريه وهي متفاجأه:"من قالك؟"
رهف وهي تأشر على نفسها بفخر:"انا قلت لها..."
امل:"صدق ركبت مع واحد و..."
قاطعتها بدريه:"امل اتركيها في حالها خذت جزائها واكثر..."
امل:"بصراحه ماادري ليش احس نفسي شمتانه فيها..."
بدريه:"لاء..ياامل حرام الشماته مهي زينه...."
بسمه:"المهم وش اخبارك انتي ياحلوه...."
بدريه:" قبل اخبارها...بسمه افسخي عباتك...."
قامت بسمه تفسخها بس انصدمت وهي تشوف مازن داخل عليهم وهو يصارخ:"عبد العزيز طاح من السيكل والدم يصب من راسه......"
وبدون وعي راحت تركض الشارع توقعت انها طيحه خفيفه....انصدمت من شكل عبد العزيزكان طايح وراسه على الرصيف...والدم مغطي وجهه...جلست واخذته في حظنها وهي تشد على مكان الجرح اللي في راسه بيدها....كان الدم ينزف بغزاره....قامت به وهي ما تدري وين تروح ودموعها مغرقتها....والدم غرق ملابسها....ومن الدموع تشوف مثل الضباب حولهاوتشوف ناس كثير ومهي عارفه وين تروح.....شافت عمها يطلع من بيته وهو يركض ووقف مبهوت وهو يشوف بسمه شايله ولده وهو غرقان بدمه.....
شغل سيارته من دون ما يحاول يلمسه وركبت بسمه ورى وهي شايله عبد العزيز...
تحسه ميت في يدها بس مكذبه عمرها...ريحة الدم ذكرتها بموت اهلها والحادث المأساوي اللي شافته....كان صياحها يقطع القلب....
وقدام كان عمها مهو متجرأ يسألها اذا هو حي او ميت....منظر عبد العزيز وهو غرقان بدمه يعذبه...لا مستحيل ولدي يموت...اكيد ضربه بسيطه...واغمى عليه...كل هالافكار كانت تدور في راس ابو عبد العزيز....ولما وصلول للمستشفى نزل بسرعه...
وترك باب السياره مفتوح...وخلال ثواني كان عبد العزيز على سرير ويجرونه ممرضتين...وابو عبد العزيز وبسمه يركضون وراهم...حتى وصلوا لغرفه منعوا من دخولها....انهارت بسمه على الكرسي وهي عايشه على امل انه ما مات...ورفعت راسها وهي تسمع عمها وهو يصيح كان مغطي وجهه بيدينه ويصيح....عمرها ما شافته بهالضعف والانكسار....
"ها...اشلون ولدي..."
كانت ام عبد العزيز واقفه قدامهم هي وهدي...
ابو عبد العزيز:"ماادري ..للحين ما طلع..."
هدى وهي تصيح:"صدق يبه مات..."
ابو عبد العزيز بصوت عالي:"لاء...ان شاء الله هو بخير..."
وقبل ما يتم جملته انتبه على الدكتور لما طلع وهو منزل راسه...
ابو عبد العزيز:"ها يادكتور بشر...اشلون ولدي؟"
سمعوا الجمله اللي صعقتهم:"عظم الله اجركم..."
وضج الممر بصراخهم...وراحوا يركضون على غرفة عبد العزيز...
كات بسمه جالسه على الكرسي وهي تناظر يدها اللي ملطخه بدم عبد العزيز
والاحزان في قلبها تتجدد...كل ماالتأم جرح تجددت جروح....
وقامت حتى وصلت الباب....وتشوفهم منهارين وهم يصيحون....وام عبد العزيز تلطم خدها وابو عبد العزيز منهار على صدر ولده....
ولما شافت وجهه عبد العزيزاعتصر الالم قلبها... وحست بطعنه عميقه...ما يندمل جرحها للابد... حست بدوار وطاحت على الارض...
^^^
عاشت بسمه بعد موت عبد العزيز ايام عصيبه...تتذكر موته البشع...ويتمزق قلبها اسى ولوعه...كان كل من يزورها يشوفها ساكته ودموعها تنساب بغزاره...نسجت حول نفسها دائرة احزان ...بموت عبد العزيز تجدتت الامها وجراحها...وبموته تذكرت حرمانها من اعز احبابها...نست الكل وهي في غمرة احزانها حتى بنتها....جمعت المأساه بينها وبين عمها ومرته ولاول مره في حياتها تشوف عمه في قمة انكساره...
^^^
بعد مرور ست سنوات....
دخلت الغرفه وهي تجر عروستها معها...لما شافت امها وابوها نايمين ..انقهرت طلعت على السرير بصعوبه...ولما صارت في الوسط رفعت اللحاف عن وجه امها....وبصوت عذب:"ماما...ماااما..."
ما شافت من امها أي حركه....هزت كتفها برفق...
:"ماما...مااااما....اليوم العيد يللا ..."
حست بيد ابوها من حولها...حطت راسها جنب راسه على المخده...
"بابا ...اليوم العيد..."
ناظر خالد ساعته:"رهوف روحي نامي ... بدري..."
رهف بوجه عابس:"لاء...مافيني نوم..."
سمع بسمه من تحت اللحاف:"طيب اذا رجع بابا من صلاة الفجر...ابقوم..."
شال اللحاف عن وجهها:"انتي طول رمضان تسهرين للفجر...وليلة العيد تنامين الساعه ثلاث قالك ليلة العيد لازم انام..."
بسمه:"من الساعه 12وانا احاول انام.... ياللا قوم صل...واذا رجعت من الصلاه بجهز رهف تروح مع خالتي للصلاه..."
خالد وهويلاعب بنته:"ما بتروحين للصلاه.؟"
بسمه:"لاء....ما بروح..."
وقامت بصعوبه من السرير وطلت على سرير ولدها عبد العزيز...عمره اللحين شهرين...
بسمه وهي تناظر ولدها:"صباح الخير..."
خالد:"انا ماادري وش عاجبك في هالولد...شوفي الزين هنا..."
رهف وهي تضم ابوها بيدينها الصغيره:"انا احبك يابابا..."
بسمه بااعتراض:"وانا..."
ابتسمت امها:"حتى انتي ...بس بابا اكثر شوي...لانه ما يعصب علي..."
بسمه وهي تأشرها:"ياللا قومي حتى تتسبحين وتلبسين بسرعه...."
طلع خالد وهو يضحك وهو يسمع بسمه ورهف العنيده مهم متفقين على اللبس اللي بتلبسه....ما يدري ليش هالعيد تذكر خالته اللي له سنوات طويله ما شافها بعد اللي صار من عبير...وبعد مااتصلت ام عبد العزيز وصارحته بكل اللي صار من خالته...واللي قهره اكثر لما عرف من فهد ان كلامها صحيح بس هم خبوا عليه الحقيقه...عاش ايام صعبه بعد ما طلق عبير...لانه ماكان مصدق ان عبير ممكن تغلط هالغلطه اللي مستحيل تنغفر...
ومرض بسمه وحالتها النفسيه الصعبه بعد موت عبد العزيز..واهمالها لنفسها ولبيتها
وبصعوبه طلعت من احزانها والالامها...وجت مكالمة ام عبد العزيز حتى تدمره...لانه ما توقع ان خالته تكون بهالخبث والدنائه...بس من كل اللي صار له تعلم يضبط نفسه ويحاول يتحقق ويتأكد قبل ما يظلم احد لان ظلمه لبسمه لقنه درس قاسي...
.
.
.
.
دخلت امل وهي شايله ولدها ....وابتسمت وهي تشوف الكل متجمع في بيت جدتها...حطت ولدها في حظن امها وراحت تسلم...مرت عليها الست سنوات بسعاده...ووقفت في وجه الكل لما قررت تبطل دراسه...وكان اول المعارضين امه...بس سوت اللي في راسها وقعدت في البيت...والله زرقها بولده عبد الله وملى عليها دنيتها.
.
.
.
شالت ولد امل بحنان ومسحت دمعه فرت من عينها...كل ما تجمعوا مع بعض كانت تغبط بسمه وامل وتتمنى الله يرزقها طفل يسليها في وحدتها خصوصا بعد خلصت الجامعه وقعدت في البيت...بس من الملل درست في مدرسه ثانويه...كانت تضايقها نظرات التعاطف واسألة الفضولين عن تأخر الحمل...على ان فهد عمره ماحسسها بحاجته لطفل وكا ن يراعي شعورها لاقصى درجه......
.
.
.
وفي مكان بعيد في مدينه جده ...كانت مطحونه...ومنبوذه في بيت مالها أي حقوق فيه...
ناظرت المرايه وهي تشوف اثار الكدمات على وجهها...حست بخوف وهي تشوفه يدخل وهو يترنح...يجي مثل هالوقت كل صباح وهو يترنح من البلاوي اللي يتعاطاها...
مسك بشعرها:"وش هالنظرات يالخايسه....ها"
عبير وهي تمسك بيده:"ما فيه شي..."
رماها على الارض بقسوه:"اصلا لو فيك خير مارموك اهلك ولا سألوا عنك...ارسل ابوك الفلوس..."
نزلت عبير راسها:"ايه...."
وطلعت وهي تمسح دموعها...كانت ام سعيد في وجهها...
ام سعيد:"ويبن رايحه..."
عبير بقهر:"وين بروح يعني...في البيت مابروح بعيد..."
طلعت الحديقه وهي تتأمل البيت اللي شراه ابوها لها....لما عرفوا الحقيقه تخلوا عنها...ولما درت ام سعيد بالسالفه عرضت عليهم زواج ولدها السكير الفاشل منها...ولاقى هالطلب منها كل ترحيب من امها وابوها....ورموها ولا سألوا عنها...امنوا لها كل حاجاتها الماديه وحرموها منهم.....حست بالعذاب والالم والحرمان وهي تتفتقد وجود اهلها اللي حرموها منه وهم احياء...ورفضوا كل محاولاتها الاتصال بهم...
والوحيده اللي لازلات على اتصال معها ريم بنت خالتها...ومن خلالها تعرف اخبار اهلها...
.
.
.
.
بعد ما رجعوا من صلاة العيد ناظرت العيال بكل فخر....خلال الاربع سنوات استطاعت انها تعيش سعاده وراحة بال كانت مفتقدتها....تزوجت ابو اسامه قبل اربع سنوات بعد ما خطبتها اخته...وكانت جدا صريحه معها وما اخفت عليها أي شي...ومن حسن حظها انه مثل مافيه ناس ماللمغفره مكان في قلوبهم فيه ناس يسامحون كل الاخطاء الماضيه والزلات القديمه...ابو اسامه ارمل وعنده من العيال اربعه ...ماتت زوجته قبل خمس سنوات...واحتاج لزوجه تكون ام حنون على عياله قبل ما تكون زوجه صالحه له...ومشاعل كانت احسن وحده قامت بكل جداره بهالدور...
.
.
.
من بعد موت عبد العزيز انكسرت في داخله اشياء مستحيل تتصلح...وتغير اشياء كثير في حياته...طلع من البيت اللي هو فيه لما ما قدر يتحمل الذكريات والحنين والشوق اللي يحسه كل ما دخل البيت....طلب من بسمه تسامحه على كل اللي صار منه...فقدانه لولده خلاه يحس بلوعتها والمها لما فقدت اسرتها...كانت المصايب تجيه من كل مكان بعد موت ولده بسنه تطلقت هدى بنته من زوجها...وسحر مات لها الطفل الثاني...
حس بالام وهو يحس بناته يتعذبون قدام عيونه وهو ما في يده شي...
.
.
.
وقفت على شاطئ البحر والهواء يلعب بشعرها...وهي تناظر زرقة السما وهي تلتقي مع زرقة البحر في منظر رائع...التفتت وهي تسمع ضحك رهف وهي تلعب كوره مع خالد...ما تنكر انه خالد وعيالها هم كل دنياها وهم سعادتها...بس ما تقدر تطرد امواج الحزن والاسى اللي تغمرها احيانا بدون سبب الا تذكرها لماضي مؤلم ...حست بالكوره على كتفها...التفتت عليهم....
رهف وهي تضحك:"ترى باب هو اللي رمى الكوره عليك..."
ناظرت خالد وابتسامه عذبه مرسومه على وجهه...بادلته الابتسام وشالت الكوره
وهي تحاول ترميها عليه....وضحكات رهف البريئه تملئ المكان.....
-النهـــــــــايه-
أتمنى تعجبكم الروآيه و خآصة ( بنت بويه ) ..
و دمتم بـــــــــــــــــــــــــــــــود ..